أهمية إدارة التسويق في المؤسسات

أهداف إدارة التسويق في المؤسسات

بحث،ادارة,التسويق

ما هو التسويق؟
لو إطلع أحدنا على رفوف البضائع في أحد الأسواق التجارية فإنه سوف يلاحظ ما يلي:

  1. أن العبوات الموجودة من البضائع مختلفة النوعية، فبعضها من الزجاج و بعضها من المعدن و بعضها من البلاستيك و البعض الاخر من نوع خاص من أنواع الكرتون.
  2. أن هناك أحجاما مختلفة لكل نوع من أنواع العبوات الموجودة.
  3. أن لكل حجم مختلف سعرا مختلفا
  4. ان المعلومات المكتوبة على العبوات تمت كتابتها باللغة العربية و اللغة الانجليزية و أحيانا بلغات أخرى.
  5. أن بعض البضائع جديد و بعضها الاخر معروف من قبل إما من خلال التجربة أو من خلال الصور المنشورة عنها في الصحف و المجلات و اعلانات التلفاز و لوحات الاعلان في الطرق.
و السؤال الذي يرد في هذا المقام هو: لماذا كل هذا التفاوت في الأنواع و الأحجام و الأسعار و المصادر؟ و ما الداعي لكل ذلك؟؟

قد يهمك أن تقرأ: ادارة التسويق، زيادة المبيعات PDF

و الاجابة الوحيدة لذلك هي: المحاولة الجادة لتلبية رغبات الناس. و يسمى الجهد المبذول في ذلك بـ: التسويق و الذي عادة ما يوصف بأنه انسياب البضائع و الخدمات من المنتج إلى المستهلك و ذلك يعني أن التسويق يشمل النشاطات التي تساعد على إيجاد و انتقال المنتجات (السلع و الخدمات و الافكار) عن طريق التبادل بين المنتج و المستهلك بغرض تحقيق أهداف كل منهما. و إدارة التسويق في المؤسسات تشمل العديد من النشاطات و الأهداف التي تساعد على إيجاد و انتقال ما نرغب في تسويقه، و من تلك النشاطات و اهداف ادارة التسويق:

  • معرفة احتياجات العملاء الحالية و المستقبلية.
  • تطوير السلع و الخدمات و الأفكار التي تلبي حاجات العملاء.
  • تمييز ما تم تطويره أو إنتاجه من سلع أو خدمات باسم مميز و عبوة حتى يستطيع العملاء تمييزه عن المنتجات المنافسة
  • تحديد الأحجام المختلفة من المنتجات التي تلبي احتياجات العملاء
  • تسعير السلع و الخدمات و الافكار التي تم انتاجها أو تطويرها
  • اختيار اسلوب التوزيع المناسب ( اما مباشرة مع المستهلك النهائي أو عبر وسيط) مع تحديد وسائل النقل و التخزين المناسبة. 
  • تحديد و ابتكار الطريقة المثلى لترويج السلع و الخدمات و الافكار.
  • اختيار وسائط الترويج المناسبة كالصحف و المجلات و لوحات الطرق و التلفاز و غيرها.
و باستعراض المهام المدكورة فإننا نلاحظ أن أهداف إدارة التسويق تركز في المهمة الأولى على العميل و احتياجاته و ذلك لأنه المعيار الحقيقي لوضع السوق، أما المهام التي تليها فتعنى بأربعة أمور هامة تسويقيا و هي المنتج، و السعر، و التوزيع، و الترويج، و هي تمثل محاور العمل التسويقي. فالسياسة التسويقية و إدارة التسويق فب المؤسسات لأي منشاة ما هي إلا نتاج مزج هذه المحاور معا.
إدارة,التسويق,المبيعات

يسمى مزج المحاور الاربعة (المنتج، و السعر، و التوزيع، و الترويج) مع بعضها بالمزيج التسويقي، و يعتبر كل محور من هذه المحاور عنصرا من عناصر المزيج التسويقي وقد سمي بذلك لأنه مزيج يعنى بالمنتج و سعره و مكان بيعه و أسلوب ترويجه و هي الأدوات التسويقية الرئيسية التي يؤثر بها على المستهلك.

قد يهمك أيضا: كيف احدد سعر البيع؟

إدارة التسويق
إدارة التسويق هي إدارة اساسية في اي شركة أو مؤسسة لديها منتجات أوخدمات، حيث تتولى إدارة التسويق في المؤسسات مهام عملية تحويل المفاهيم والافكار ومميزات وفوائد المنتجات والخدمات الى اشياء ملموسة ومسموعة ومقروؤة ومشاهدة لايجاد عملية تبادل ترضي اهداف الشركة والفرد او السوق المستهدف وكذلك تلبي احتياجات ورغبات اكيدة للمجتمع

أهمية إدارة التسويق لا تعني الاعلان ولا البريد المباشر ولا تعني التسويق عن بعد ولا تعني توزيع المنشورات والبروشورات الدعائية ولا تعني الاكتفاء بالاعلان في أدلة الشركات والخدمات وليس اقامة حدث او المشاركة في معرض...إلخ، ليس بصناعة ترفيهية وليس مسرحاً للفكاهة وليس دعوة لتكون ذكيا ولا صانع معجزات، اكثر من ذلك ليس امراً بصرياً يمكنك الحكم عليه إجمالياً او معنوياً.

انه اكثر واعمق من ذلك بكثير انه علم وتخصص مهني وخطوات متتابعة لا تقبل الاجتهاد! انه لب الأعمال والخدمات وبه يتم التواصل والاتصال ومن دونه لن يكون هناك وجود لكيان تجاري، ان إدارة التسويق ليس اداة او وسيلة للوصول الى غاية وانما حالة انتاج مستمره حتى بعد الوصول للغاية والهدف!

ولنا في العالم امثلة كثيره في الشركات و المؤسسات العالمية وعلى رأسها اليوم شركة APPLE الامريكية التي تتجاوز قيمتها السوقية ميزانية بعض الدول النفطية في المنطقة.
قال ستيف جوبز في احد لقاءته الشهيره قبل وفاته بقليل: ان الشغف الذي كان يقودهم الى ابتكار كافة منتجاتهم التي تبدأ بـ آي، هو انهم كانوا يبحثون عن خلق القيمة من خلال صناعة تجربة استخدام جديدة كلياً عن النمط القديم لاستخدام الاجهزة التكنولوجيا وجمع الاشياء في مكان واحد، وهذا المكان الواحد يجب ان يكون جديداً كليا في شكله وملمسه ومحتواه.

تلك هي نقطة البداية، اي انهم فكروا في سلوك استخدام المستهلك قبل الانتاج والاعلانات والحفلات بكثير وقاموا بالتجارب والابحاث، والنتيجة كانت حين تم الاعلان عن اول هاتف من نوع iPhone، تم حينها ايضا نهاية عصر النوكيا واركسون وكافة تلك الاجهزة ذات الشاشات الخضراء والازار المضيئة، ان التحول لم يكن في شكل الاجهزة فقط، فها هي كافة شركات الاتصالات العالمية ركبة موجة آيفون، ومع ذلك ما زلت آبل متفوقة وبمراحل عن اقرب منافسيها ذلك فقط لأنهم ما زالوا يتتبعون وعي المستهلك واحساسه وقياس رضاه عن تجربة الاستخدام الجديدة وليس فقط احتياجاته ورغباته كما يفعل المنافسون التقليديون.

ان الكثير من الشركات والمؤسسات لا تستثمر بالقدر المطلوب في انشاء ادارة تسويق متخصصه وتشعر باهمية التسويق فقط حين ينتهون من صناعة او استيراد المنتج حينها يبدأ العمل العشوائي المعهود من استدعاء بعض الوكالات واخبارهم باننا نريد اعلان " جميل " او " مميز " او مشابه للاعلان الذي قامت به الشركة الفلانية وينجح الامر معها احيانا واحيانا يفشل، وهكذا دونما ادراك بان أهمية إدارة التسويق تأتي اولا قبل الانتاج و تأتي اخراً بعد بيع اخر قطعة من المنتج او حزمة الخدمات.

ان وظائف ادارة التسويق هي من اصعب الوظائف المرهقة للاعصاب على الاطلاق، ذلك انه يتعامل مع افكار ومفاهيم ومميزات المنتجات والخدمات وترجتمها الى قيمة في وعي المستهلك! ليس مثل الادارة الهندسية او المالية اذا اختلف رقم من خانة واحدة يعتبر الامر غير دقيق ومقبول، وقد يؤدي الى كارثة! بينما في إدارة التسويق يتم استعراض عشرات الافكار والاطروحات والاراء والتصورات للخروج بمشهد نهائي للمنتج او الخدمة.

ان العصر الحديث الذي نعيش فيه الآن لا شك انه عصر سرعة انتقال المعلومة في اقل من الثانية، بفضل الانترنت ومنتجات آبل وغيرها من المنتجات الشبيه بها، ونتيجة لذلك اختلفت وستختلف مع الوقت كل هيكل ادارة التسويق تقليدي، وسيكون للتسويق الرقمي والشبكي اهمية استراتيجية، ذلك ان المستهلكين اصبحوا فعلاً يعيشون في العالم الافتراضي الذي كان قبل عقد من الزمن ضرباً من الخيال، لذلك تتجه معظم الشركات والمؤسسات لبناء قواعد راسخة لها في هذا العالم الافتراضي الذي تشير اغلب التوقعات انه التوجه القادم لتقديم العلامات التجارية، والعكس للاسف في دول العالم الثالث ما زال النقاش هل نقوم "بالصرف" على موقع الشركة او المؤسسة الالكترونية ام نكتفي بالايميل في حساب GOOGLE او هوتميل !

لا تنسى أن تقرأ: فن التسويق في المشاريع الصغيرة

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دراسة مشروع مصنع اكواب ورقية 2020

كيف تبدأ مشروع مصنع لصناعة المناديل الورقية 2019؟

أفضل 10 فرص استثمارية في الكويت