فن الحصول على رأس المال – الجزء الثاني : أظهر المنفعة
قد يهتم المستثمر بجودة فريقك و تطور تكنولوجياتك، لكن أهم ما يهتم به في الحقيقة هو كمية المبيعات. يعتبر هذا المعيار الأسمى لأنك و بإظهار أن العميل مستعد لإخراج محفظته ، سحب النقود منها و وضعها في جيبك هو أهم ما في العملية بأسرها ، هذا هو ما يجعل المستثمر يستثمر من الأصل ، كما أن هذا من جانب اخر يعبر ضمنيا عن جودة فريقك و تطور تكنولوجياتك.
و قد يختلف معيار المنفعة هذا نوعية المشاريع الصغيرة ، المتوسطة و الكبيرة ، فالبنسبة للشركات التي تقدم منتجات أو خدمات فيتجلى في العائدات . إذا كانت مشروع مدرسة خاصة فسيكون عدد المسجلين و درجات التلاميذ ، إذا كان متحفا ، فسيتعلق الأمر بعدد الزيارات ، إذا كانت مؤسسة غير نفعية ، فستكون عدد المشاركات التطوعية في أنشطة المنظمة و عدد ساعات التطوع هكذا .. هذا يخرج أيضا سؤالين للوجود :
- كيف لي أن أظهر المنفعة إذا لم يكن لدي رأس مال أمول به فكرة مشروع صغير حتى ؟
- ماذا لو كان منتجي في طور التطوير ؟
بالنسبة للسؤال الثاني ، فالمنفعة درجات ، فإذا كانت كمية المبيعات و العائدات هي قمة الهرم ، فالتجارب الميدانية تأتي بعدها ، ثم عقود التجريب الميداني أو الاستعمال قبل الشحن .. إذا لم تبد أي دليل قوي على جدارتك ، فالبتأكيد سيكون الحصول على تمويل أمرا صعبا.
نظف أعمالك حتى إذا كان المستثمر غارقا في الأموال ، فإنه سيبحث عن أسباب لرفض عقد الصفقة . حسنا ، هم معذورون لكون معظم الصفقات فاشلة ، تخيلو القدر الهائل للطلبات التي تقدم ، و التي يجب أن ينتقي منهاعدد قليل للقاء و التفاصيل ثم عدد أصغر للتمويل . في خضم هذه التصفية، فإن أبسط خلل في ملفك كفيل بتسريع عملية إقصائك من الاحتمالات الممكنة . هذه بعض الأشياء التي ينبغي أن تتحقق منها قبل دفع ملفك :
- الملكية الفكرية: من أكثر ما ينفر المستثمر عن عقدك هو أي بيان أو محاكمة بخصوص تعدي شركتك على الملكية الفكرية لشركة أخرى أو تخرق براءة إختراع شخص ما.
- بنية رأس المال : ينفر المستثمرون من المشاريع الاستثمارية التي يكون رأس المال موزعا بشكل غير متساو على أفراد الشركة كإستفراد المؤسسين بنسبة كبيرة من الملكية التي لا يريدون التصرف فيها ، و بالتالي تصعب عملية إستثمار أموال خارجية فيها.
- فريق التسيير : كون الزوجة و الأصدقاء المقربين و رفقاء السكن غير الأكفاء و عديمي الخبرة و ذوي الخروقات القانونية في مناصب عالية بشركتك سيرسم لملفك طريقا مباشرة نحو سلة المهملات.
إذا كنت قد عملت في شركة عرفت فشلا ذريعا ، فما العيب في ذلك ؟ لا فائدة من محاولة إخفاء هذا ، لأن المستثمر سيعلم عاجلا أو اجلا بشأن الأمر ، لا تحاول أيضا تحميل كل مسؤولية هذا الفشل على الموظفين الاخرين أو الاداريين أو الممولين أو شركة جدوى ، بل كن عادلا و أعترف بخطيئتك ، بعض المستثمرين ذوي الحس سيجدون هذه شهامة منك ، و بعضهم الاخر مستعدون خصيصا لتمويل الأشخاص ذوي الخبرات الفاشلة ، لا يهم ما إذا كنت قد فشلت في الماضي ، بل ما تعلمته من هذا الفاشل و مدى إستعدادك للمحاولة مجددا.
إعترف بعدوك أو إصنعه يعتقد العديد من رواد الأعمال أن إخبار المستثمر أنك لا تتعرض للمنافسة هو أمر جيد و مشجع، و الحقيقة انه ليس كذلك بتاتا، فهذا يمكن أن يفهم بطريقتين:
- لا منافسة أي لا سوق ، لو كانت هناك سوق تستحق الاستثمار لكانت هناك منافسة.
- المؤسسون عديمو الحيلة حتى أنهم لا يعرفون كيف يقومون ببحث Google ليجدوا عشرات الشركات الأخرى تقوم بنفس ما يقومون به.
هنا يمكننا تصنيف الأشياء كما هي ، فالاعتراف بما يمكن للمنافسين القيام به يضفي على قولك المصداقية و يعكس واقعيتك و إحترافيتك في التعامل مع السوق و عدم رغبتك بالظهور بمظهر المثالي، كما أن إبراز ما تستطيع شركتك فعله دون منافسيها يثبت للمستثمر ضرورة وجود شركتك في السوق، و بالتالي أهمية وجود منتجك أو خدمتك.
لذا كن صريحا ، إعترف لأخطائك و عيوب مشروعك، و اذعن بوجود المنافسة. هذا يجعل منك مترشحا قابلا للتصديق و بالتالي جديرا بالمساعدة. تجنب إستعمال جداول معقدة تتضمن بارامترات تجعل من شركتك تبدو هي الفضلى، فالمستثمرون يعرفون ألاعيب السوق و لن يصدقو بتلك السهولة مدى قدرة مشروعك على السيطرة على السوق.
إذا لم تجد منافسة على الإطلاق، إبحث عنها بالمجهر إذا تطلب الأمر ، أي مرجعية للمنافسة ستكون كافية، حتى و إن كانت عامة أو غير مباشرة مثل مايكروسوفت ، فقريبا ستنافس كل الشركات الموجودة في العالم.
عندي مشروع ومحتاج تمويل
ردحذفمحتاج تمويل
ردحذف